تصحيح في سعر الذهب اليوم في السعودية
صعود قياسي في أسعار الذهب في السعودية
شهد الذهب مؤخراً ارتفاعاً غير مسبوق، حيث اقترب السعر الفوري من 4000 دولار للأونصة، بينما تجاوزت العقود الآجلة هذا الحاجز لأول مرة. في يوم التسجيل وصل الذهب إلى أعلى مستوى يومي عند 2450 دولاراً تقريباً، مسجلاً زيادة كبيرة بنحو 70 دولاراً.
هذا الارتفاع يعكس زخماً قوياً في سوق المعادن الثمينة، حيث ارتفع الذهب بنسبة 53% منذ بداية العام، وهي نسبة لم نشهدها منذ عقود. أما الفضة فقد تفوقت على الذهب نسبياً حيث اقتربت من 50 دولاراً للأونصة، مسجلة أعلى مستوى قبل أن تستقر عند 48 دولاراً و80 سنتاً، محققة ارتفاعاً بنسبة 62% هذا العام.
يرى ديفيد هنتر الخبير الاقتصادي أن هذا الصعود يعكس بداية مرحلة حاسمة في الأسواق المالية، فقد رفع توقعاته للذهب إلى 5000 دولار قبل حدوث انهيار اقتصادي متوقع، بعد أن كان هدفه السابق 3400 دولار.
يأتي هذا التعديل نتيجة ضعف مشاركة المؤسسات الاستثمارية في سوق الذهب، إذ إن معظمها لا يزال يتجاهل تخصيص نسبة من محافظها لهذا المعدن، لكنه يتوقع أن تبدأ هذه المؤسسات بالانضمام قريباً، مما سيرفع الأسعار بشكل كبير نظراً لمحدودية العرض في سوق المعادن.
أداء الفضة وتفوقها النسبي على الذهب
![]() |
أداء الفضة وتفوقها النسبي على الذهب |
أما بالنسبة للفضة، فقد رفع هنتر توقعاته إلى 100 دولار للأونصة قبل الانهيار، بعد أن كانت 75 دولاراً، مشيراً إلى أن الفضة معدن قليل العرض، ومع بدء اهتمام المؤسسات بها قد تتجاوز هذا الهدف بسهولة.
توقعات ديفيد هنتر للمرحلة القادمة الذهب ل 200,000 دولار والفضة إلى 500 دولار
في المدى الطويل، يتوقع هنتر أن تصل أسعار الذهب إلى 200,000 دولار والفضة إلى 500 دولار بحلول العقد القادم، وتحديداً بحلول عام 2031 أو 2032.
هذه التوقعات تستند إلى احتمالية حدوث انهيار اقتصادي عالمي يبدأ في العام القادم، يتبعه تضخم كبير نتيجة طباعة كميات هائلة من النقود من قبل البنوك المركزية.
فعلى سبيل المثال، ارتفع ميزان الاحتياطي الفيدرالي من 875 مليار دولار في عام 2008 إلى 9 تريليونات دولار في عام 2021، ويتوقع أن يصل إلى 20 تريليون دولار أو أكثر خلال الانهيار القادم. هذا التوسع النقدي سيؤدي إلى تضخم كبير بحلول 2027 قد يصل إلى 25% بحلول 2032 أو 2033، مما سيرفع أسعار السلع بشكل عام بما في ذلك المعادن الثمينة.
فيما يتعلق بأسهم شركات تعدين الذهب والفضة، يرى هنتر فرصاً كبيرة، فقد رفع توقعاته لمؤشر شركات تعدين الذهب من 75 دولاراً إلى 120 دولاراً، ولشركات التعدين الصغيرة إلى 170 دولاراً وهو أعلى مستوى تاريخي.
أما شركات تعدين الفضة، فرفع توقعاته للمؤشرات الخاصة بها إلى أكثر من 75 دولاراً للشركات الكبرى، ومن 35 إلى 60 دولاراً للشركات الصغيرة. يعتقد أن هذه الشركات، خصوصاً الصغيرة منها، ستشهد ارتفاعات كبيرة مع زيادة الطلب على الفضة، لأنها غالباً شركات استكشاف وتطوير لا تملك إنتاجاً كبيراً بعد، مما يجعلها حساسة للتحركات السعرية.
ضعف الدولار ودوره في تعزيز الذهب والفضة
![]() |
ضعف الدولار ودوره في تعزيز الذهب والفضة |
يربط هنتر صعود الذهب والفضة بضعف الدولار الأمريكي، حيث انخفض مؤشر الدولار من 115 نقطة إلى 96 نقطة في السنوات الأخيرة، ويتوقع أن يصل إلى 90 نقطة قريباً، ثم إلى 82 نقطة خلال الأشهر الستة القادمة. هذا الانخفاض يعزز جاذبية المعادن الثمينة كملاذ آمن.
كما يشير إلى أن السياسات الاقتصادية الحالية لا تدعم الدولار القوي، مما يعزز الطلب على الذهب والفضة كتحوط ضد التضخم وضعف العملة. ويضيف أن الحروب الجيوسياسية مثل الحرب في أوكرانيا تزيد من الطلب على المعادن الثمينة، بينما قد تؤدي تسوية محتملة في غزة إلى تراجع طفيف ومؤقت في الأسعار، لكنه يظل متفائلاً بمستقبل الذهب والفضة.
مستقبل النفط والسلع الأخرى بعد الانهيار
يتناول هنتر أيضاً السلع الأخرى بعد الانهيار المتوقع. ففي المدى القصير، يتوقع أن يتراوح سعر النفط بين 55 و70 دولاراً للبرميل، لكنه قد يهبط إلى 30 دولاراً خلال الانهيار. أما بحلول الثلاثينيات فقد يصل إلى 500 دولار للبرميل بسبب التضخم الكبير وزيادة الطلب الناتج عن إعادة التصنيع في الولايات المتحدة.
وبالنسبة للنحاس، رفع توقعاته إلى سبعة دولارات للرطل حالياً، لكنه يتوقع هبوطاً إلى دولار أو دولارين خلال الانهيار، ثم صعوداً إلى 20 أو 30 دولاراً بحلول الثلاثينيات بسبب الطلب الصناعي القوي ومحدودية العرض.
أما الغاز الطبيعي فقد يهبط إلى دولار واحد خلال الانهيار، لكنه قد يصل إلى 50 دولاراً أو أكثر لاحقاً. وينطبق هذا الاتجاه على سلع أخرى مثل الفولاذ والقصدير والنيكل، التي ستشهد ارتفاعات كبيرة بسبب نقص العرض وزيادة الطلب.
يؤكد هنتر أن هذا التضخم المتوقع ناتج عن طباعة نقود غير مسبوقة، حيث سيزيد الطلب بشكل كبير بينما يتطلب العرض وقتاً طويلاً لتطوير المناجم والمصانع الجديدة.
خلال الثلاثينيات، كانت الولايات المتحدة تخرج من الكساد الكبير بانخفاض التضخم، لكن اليوم مع تضخم ميزانيات البنوك المركزية سيكون الوضع مختلفاً.
فبعد انخفاض مؤقت في التضخم خلال الانهيار، سيبدأ التضخم في الارتفاع تدريجياً بحلول 2027 ليصل إلى مستويات منخفضة في السنة الأولى، ثم إلى متوسطة في السنة الثانية، ويتصاعد إلى مستويات مزدوجة بحلول السنة الثالثة والرابعة ليصل إلى ذروته في أوائل الثلاثينيات.
هذا الوضع سيجعل السلع وخاصة المعادن الثمينة ملاذاً استثمارياً جذاباً.
![]() |
مستقبل النفط والسلع الأخرى بعد الانهيار |
تحولات جذرية في الاقتصاد العالمي
يحذر هنتر من أن الاقتصاد الحالي يعتمد على الاستهلاك المدعوم بالديون والفوائد المنخفضة، لكن هذا النموذج سينهار مع فقدان الدولار لوضعه كعملة احتياطية عالمية.
ويشير إلى أن المستثمرين يجب أن يستعدوا لهذا التغيير بتخصيص نسبة من محافظهم للذهب والفضة وأسهم التعدين، خصوصاً الشركات الصغيرة التي قد تشهد نمواً هائلاً.
فرص استثمارية جديدة في عصر السلع
![]() |
فرص استثمارية جديدة في عصر السلع |
ويرى أن الفرص في السلع ستكون مختلفة تماماً عن الدورات السابقة التي كانت تعتمد على انخفاض الفوائد ونمو أسهم التكنولوجيا. في المستقبل ستكون السلع والأسهم الصناعية هي القائدة، بينما ستعاني السندات وصناديق المؤشرات من ارتفاع الفوائد وانخفاض قيمة الدولار.
في الختام، يقدم ديفيد هنتر رؤية واضحة لمستقبل المعادن الثمينة، مؤكداً أن الذهب والفضة هما الملاذ الآمن في ظل التضخم القادم وضعف الدولار.
استثمروا بحكمة لتأمين مستقبلكم المالي.
شاهد ايضا فيديو توقعات البيكوين لسنة 2026
أهم الأسئلة الشائعة
لماذا انخفض سعر الذهب في السعودية اليوم ؟
انخفض بسبب حركة تصحيح طبيعية بعد الارتفاع الكبير الأخير حيث وصل سعر الاونصة ل 15000 ريال سعودي لأول مرة في التاريخ حيث تجاوزت الاسعار مستوى 4051 دولار للاونصة ومن المتوقع استمرار التراجع مؤقتاً قبل عودة الصعود على المدى البعيد.
هل يعتبر الوقت مناسباً لشراء الذهب الآن؟
ليس تماماً يُفضل انتظار استقرار الأسعار بعد التصحيح الحالي قبل الدخول في استثمار جديد او الشراء على فترات متفاوتة بجزء من رأس المال في اي مستوى سعري ادا لم تكن عندك خلفية مالية استثمارية.
ما هي توقعات أسعار الذهب في السعودية لعام 2026؟
يتوقع الخبراء أن يعود الذهب للارتفاع مجدداً ليصل إلى مستويات قياسية قد تتجاوز 16,000 ريال للأونصة اي ما يعادل 4300 دولار.
إرسال تعليق