اسعار الذهب في السعودية تنخفض قليلا في انتظار افتتاح الاسواق
عرف سعر الذهب اليوم في السعودية بعض الانخفاض التصحيحي حيث انخفض سعر الاونصة من المستوى القياسي 16282 ريال للاونصة اي ما يعادل 4377 دولار ل15821 ريال للاونصة وهو ما يعادل 4253 دولار . بينما وصل سعر جرام عيار 24 حاليا 508 ريال وبلغ سعر جرام عيار 22 الان 465 ريال وعيار 21 وصل ل 444 ريال بينما عسر جرام واحد عيار 18 وصلت سعره في مختلف الاسواق السعودية ل 381 ريال. هده الارتفاعات في سعر الذهب يرجحه محللون بتجارة خفض العملة Debasement Trades فما معناه ؟ وما علاقته بالارتفااعات الجنونية الاخيرة في اسعار الذهب في السعودية والعالم ؟
تابع آخر سعر الذهب في السعودية اليوم عبر صفحتنا الرئيسية
كلمة العام: لماذا يشغل تعبير تجارة خفض العملة Debasement Trade العالم الآن؟ وما معناه أصلًا؟
![]() |
كلمة العام لماذا يشغل تعبير تجارة خفض العملة Debasement Trade العالم الآن؟ وما معناه أصلًا؟ |
كلمة ديبيسمنت تريدز Debasement Trades تشغل الجميع الآن: المستثمرين والاقتصاديين والساسة. لكن لماذا تشغلهم؟ وماذا تعني هذه الكلمة أصلًا؟
في الشهور الأخيرة هناك هروب شبه جماعي من أهم ثلاث عملات في العالم: الدولار واليورو والين الياباني. يتم التخلص من هذه العملات لشراء الذهب والفضة والعملات المشفّرة. وقد أطلق بعض كبار المستثمرين في وول ستريت على هذه الظاهرة اسم ديبيسمنت تريدز أي تجارة تخفيض قيمة العملة.
المقصود بهذا الاسم هو الاستراتيجية التي يلجأ إليها المستثمرون لحماية أموالهم من تآكل قيمة العملات الورقية وتحديدًا الدولار واليورو والين. وما ينطبق على هذه العملات الكبرى ينطبق بصورة أكبر على باقي العملات. لذلك يتركونها ويتجهون نحو أصول أكثر ثباتًا مثل الذهب.
المستثمرون في وول ستريت لم يخترعوا هذا المصطلح من العدم بل استدعوه من التاريخ إذ وراءه قصة مثيرة ومهمة تساعدنا على فهم الكثير مما يجري اليوم في الاقتصاد والسياسة حول العالم.
قصة غشّ العملة: كيف بدأت حكاية التلاعب بقيمة النقود منذ العصور القديمة؟
في العصور القديمة عندما كانت العملات المعدنية من ذهب وفضة هي السائدة كان من الصعب على الحكّام التلاعب بقيمة العملة كما يحدث اليوم بطباعة النقود الورقية لأن العملة حينها كانت تحمل قيمتها في ذاتها فالذهب ذهب، والفضة فضة. لكن مع مرور الوقت وخاصة أثناء الأزمات المالية الكبرى أو الحروب بدأ بعض الحكّام يبحثون عن طرق لتمويل نفقاتهم دون فرض ضرائب إضافية تُغضب الناس. ومن هنا وُلدت فكرة تخفيض العملة أي خلط الذهب والفضة بمعادن أرخص مثل النحاس أو القصدير لتقليل قيمتها الحقيقية مع الإبقاء على شكلها الخارجي كما هو.
من نيرون إلى هنري الثامن: لماذا علينا أن نفهم ما فعله هؤلاء الحكّام قبل ألفي عام؟
![]() |
هنري الثامن قصر جرينتش في عام 1491 |
في إنجلترا، كان أحد أشهر من استخدم هذه الحيلة هو الملك هنري الثامن الذي واجه أزمة مالية خانقة بسبب حروبه المستمرة وإسرافه في بناء القصور. ولأنه خشي من أن تُشعل الضرائب غضب الناس قرر اللجوء إلى حل آخر: غش العملة. أمر بسكّ عملات جديدة لكن بعد خلط الفضة والنحاس فبدت العملات لامعة كما كانت من قبل لكنها تحمل في داخلها قيمة أقل بكثير. وهكذا خلق مالًا إضافيًا من لا شيء.
بلغت نسبة الخفض في الجنيه الفضي الإنجليزي نحو 70% من محتواه الأصلي من الفضة وهي واحدة من أعنف عمليات تخفيض العملة في تاريخ أوروبا. وسُمّيت تلك الفترة بـ الخفض العظيم The Great Debasement.
لكن هنري الثامن لم يكن الأول. سبقه إلى ذلك أباطرة رومان أبرزهم نيرون الذي خفّض وزن الفضة في الدينار الروماني وقلّل نقاوته. ومع مرور الزمن انخفضت نسبة الفضة في العملة إلى 5% فقط.
السيناريو يتكرّر: تغيّرت العصور والدول، لكن الأسباب والنتائج واحدة — ماذا يحدث عندما تَغشّ الحكومات عملاتها؟
![]() |
تجارة خفض العملة وعلاقتها بارتفاع اسعار الذهب اليوم |
هذا التلاعب في قيمة العملة كان سببًا في تضخم الأسعار وفقدان الثقة في السلطة. فعندما اكتشف الناس أن العملات أصبحت مغشوشة ارتفعت الأسعار بشكل جنوني لأن التجار كانوا يرفعون أسعارهم لحماية أنفسهم من الخسارة.
فقدت العملات قيمتها وبدأ الناس يرفضون التعامل بها فلجأ البعض إلى نظام المقايضة والبعض الآخر إلى عملات أجنبية أكثر استقرارًا أو إلى الذهب والفضة الحقيقيين. وهكذا ضعفت سلطة الدولة وانهارت الثقة بها وفي بعض الحالات أدّى ذلك إلى الثورات عليها.
تخفيض العملة كان دائمًا نتيجة إنفاق يتجاوز قدرة الدولة على التمويل — سواء بسبب الحروب أو البذخ أو الفساد. فعندما تفشل الحكومات في الاقتراض أو فرض الضرائب، تلجأ إلى غش العملة قديمًا عبر خلط المعادن وحديثًا عبر طباعة النقود بلا ضوابط.
هذه العملية تخلق دوامة قاتلة من التضخم وفقدان الثقة وانهيار الاقتصاد وهو ما يخشاه المستثمرون اليوم فهم يرون أن الحكومات الكبرى قد تسلك طريق هنري الثامن ونيرون ولكن بطريقة عصرية — بطباعة الأموال الورقية بلا غطاء حقيقي.
ذهبٌ يصعد.. عملات تهبط: لماذا ترتفع المعادن الثمينة بينما تنهار الورقية؟
وكما رفض الناس في الماضي العملات المغشوشة واتجهوا نحو الذهب الخالص فإن المستثمرين اليوم يتخلصون من العملات المهددة ويلجؤون إلى الذهب والفضة والعملات المشفّرة مثل البيتكوين بحثًا عن القيمة الحقيقية التي لا يمكن للحكومات التلاعب بها.
العالم يشهد اليوم نسخة رقمية حديثة من الهروب من العملات المخففة. فبدلًا من خلط الذهب بالنحاس تقوم الحكومات بطباعة النقود والاقتراض المفرط فيهرب المستثمرون إلى الملاذات الآمنة التي لا يمكن التلاعب بها — أي الذهب و الفضةوالعملات المشفّرة.
لكن لماذا الآن تحديدًا؟ لأن معظم دول العالم غارقة في الديون وتذهب نحو المزيد منها ما يعني بالضرورة انخفاض قيمة العملات. والمستثمرون يخشون أن تسدد الحكومات ديونها بطريقة نيرون وهنري الثامن أي بطباعة أوراق لا قيمة لها.
وفي النهاية يتضح أن ما يحدث اليوم هو تكرار حديث لما حدث في الماضي: فقدان الثقة في العملة الورقية والبحث عن ملاذات آمنة تحفظ القيمة الحقيقية للأموال.
شاهد ايضا : توقعت اسعار الذهب الاسبوعية
أهم الاسئلة الشائعة
ما معنى مصطلح Debasement Trade ولماذا يتحدث عنه الجميع اليوم بعد الارتفاعات الاخيرة للذهب ؟
يشير مصطلح Debasement Trade إلى توجه المستثمرين نحو التخلص من العملات الورقية الضعيفة مثل الدولار واليورو والين في الوقت الراهن واللجوء إلى أصول تحفظ القيمة مثل الذهب والفضة والبيتكوين السبب هو فقدان الثقة بالعملات نتيجة الإفراط في طباعة النقود وتزايد الديون الحكومية وضعف الدولار الامريكي.
ما العلاقة بين تجارة خفض العملة وارتفاع أسعار الذهب حاليا ؟
كلما زادت المخاوف من تآكل قيمة العملات الورقية بسبب السياسات النقدية التوسعية يتجه المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن يحافظ على القوة الشرائية مما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره عالميًا.
هل Debasement Trade ظاهرة جديدة أم لها جذور تاريخية ؟
ليست جديدة بتاتا بل بدأت منذ العصور القديمة عندما خلط الحكام الذهب أو الفضة بمعادن أرخص لتقليل قيمتها واليوم تتكرر القصة لكن بشكل حديث عبر طباعة النقود بلا غطاء حقيقي ما يخلق تضخمًا وفقدانًا للثقة في العملات الورقية خصوصا الذهب مما تسبب في هروب المستثمرين من الدولار واللجوء للذهب والملادات الامنة مما ادى لارتفاعات كبيرة وجنونية فيها.
إرسال تعليق